فأول الأسباب التي يكفر بها الفلاسفة: قولهم بأن العالم قديم أزلي، ليس له خالق مستقل له ذات مستقلة، وهذا القول كل طوائف المسلمين متفقة على تكفير من يقول به، وهم بهذا المعنى كالماديين من الشيوعيين والماركسيين وأمثالهم، الذين يقولون: إن الكون نشأ بذاته، والمادة نشأت بذاتها.
وليس معنى (قديم) أن له أمداً بعيداً؛ بل إن القديم عندهم يعني: الذي ليس له أول، ولذلك فقد ذكرنا في أول شرح الكتاب: أنه لا ينبغي أن نسمي الله سبحانه وتعالى بالقديم، بل نسميه بما جاء في القرآن والسنة وهو (الأول)، والمتكلمون يقصدون بالقديم الأول، أي: الذي ليس قبله شيء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء} .
إذاً: الفلاسفة يقولون: إن هذا الكون وهذه الموجودات جميعاً أزلية، لا أول لها؛ فكفروا بذلك؛ لأنهم لا يثبتون وجود الله سبحانه وتعالى، ولا يثبتون خلقه وربوبيته.